تهدِف أنظمة الدفع في نموذَج الرعاية الصحّية الحكيمة (Value-Based Healthcare)، لتحقيق القيمة من خلال النتائج (outcomes) عوضاً عن المخرجات فحسب، عبر إدارة التكاليف، تحسين صحة السكان، وتحسين تجربة العملاء.
ويحفز هذا النموذج مشاركة المخاطر بين مقدمي الرعاية الصحية والمشتري للخدمة الصحية (شركات التأمين أو الحكومة) لتحسين صحة السكان مع تقليل التكلفة الإجمالية للرعاية الصحية أو التحكم بتكلفتها.
ومن خلالها يحدّد الطرفان آلية واضحة لإدارة القيمة (Value) المأمولة وكمية ونوع المخاطر التي تستطيع تحمّلها تلك الشراكة.
وعليه سأضع أربعة عوامل ذكرها جون بيزيوميسكي لنجاح هذا النموذج:
⏺ صناعة القيمة (Value creation): على سبيل المثال، نمو عدد المشتركين أوإحتساب العائد على القيمة المؤمن بها
⏺قياس النجاح (measuring success): التكلفة الإجمالية للرعاية الصحية داخل الشراكة ومقارنتها مع المتوسطات الدولية والمحلية ويعد هذا الأمر بالغ الأهمية
⏺ تحديد وقياس المخاطر (Defining & quantifying risks): تعريف المخاطر والاحتساب الإكتواري وتقييم الأداء لمقدمي الرعاية الصحية وتسعير الخدمات الصحية
⏺ الموازنة بين المخاطر والمكافآت: سيحدّد مقدار المخاطر التي ترغب الشراكة في تحملها وتشارك المكافآت أو الخسائر المحتملة.
منذ سنوات اتجهت مؤسسات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم خصوصا دول الخليج نحو أنظمة صحية تقيس “الثمن” (Cost) لنتائج المرضى مقابل القيمة (Value). وعليه في عام ٢٠٠٧م ساهم مايكل بورتر في إطلاق أول نموذج للرعاية الصحية الحكيمة (Value-Based Health Care) وهو نموذج يتم من خلاله تقديم ودفع تكلفة الرعاية الصحية لمقدمي الخدمات (المستشفيات والمراكز الصحية والأطباء) بناءاً على النتائج وليس المخرجات فحسب.
وطرح مايكل بورتر خمسة منافع لنظام الرعاية الصحية الحكيمة:
*المرضى: ستقل تكلفتهم وتحسّن بالمخرجات
*مقدمي الخدمة: ارتفاع معدّل رضى المستفيدين وتحسّن كفاءة الرعاية الصحية
*المُشتري للخدمات (شركات التأمين، الحكومة): سيؤدي للتحكم بالتكاليف وتقليل المخاطر ومشاركتها مع مقدمي الرعاية الصحية
*الموردين: ستوائم أسعار الأدوية مع نتائج العلاج
*المجتمع: اجمالاً، سيقلل تكلفة الرعاية الصحية عليهم وستتحسن صحتهم
